اختيار شريك الحياة | الجزء 2 | اسباب الحب من النظرة الاولى

 

اختيار شريك الحياة | الجزء 2 | اسباب الحب من النظرة الاولى

الحب من النظرة الاولى:

هل شرطا ان تبدأ علاقة شريك الحياة بالحب والانجذاب من النظرة الاولى؟

ماهو الفرق بين الحب الحقيقي والمزيف؟

كيف نصدق ذلك الحب؟

وغيرها من الاسئلة التي سنناقشها معكم الان..

الحب من اول نظرة يرجع لعدة عوامل ولعدة اسباب مبنية على دراسات ونظريات عديدة، أهم هذه النظريات هي:

 

النظرية الاولى: اسباب فسيولوجية:

 

هذه الاسباب الفسيولوجية النفسية تعتمد على عدة عوامل مادية وظاهرية، اهمها:

 

الصورة:

لكل منا مواصفاته الشكلية الخاصة التي يتمناها في شريك حياته، سواء كان يدركها او لا يدركها.. هذه المواصفات الشكلية تكونت وتشكلت في العقل الباطن بشكل ما منذ سن مبكر، فقد يجذبك الشخص لانه يشبه أبيك مثلا، او يشبه لاعب كرة كنتي معجبة به، او تشبه ممثلة كنت انت تحبها وانت صغير، وبشكل ما. اصبحت ملامح هذه الاشخاص قريبة الى قلبك وعقلك واصبحت من الاشكال التي تريدها في حياتك حتى لو كانت تغيرت ميولك واهتماماتك فيما بعد. فبمجرد ان تقع عينك فيما بعد على شخص يحمل بعض صفات وملامح من كنت معجب بهم في عقلك اللاواعي، تبدأ في الانجذاب له لااراديا.


- الصوت

نفس الفكرة في موضوع الصورة، فقد تجذبك نبرة صوت معينة محفورة في عقلك اللاواعي وهذه النبرة تشبه شخصا كنت تحبه او اسلوب الكلام يعجبك وملفت لك لانه متشابه مع اسلوب شخص عزيز عليك.

ولذلك نجد بعض الناس يحبون اشخاصا عبر الهاتف فقط، او اشخاصا اخرين يقعون في حب مذيع في الراديو او شخص يظهر بصوته فقط على قناة اليوتيوب وهكذا.. تكون هذه الامور انت على وعي بها وقد لا تكون على وعي بها.


- الرائحة

علميا يوجد لكل كائن سواء كان بشر او حتى حيوان، رائحة خاصة به، يرجع سببها الى مادة يتم افرازها في الجسم تسمى (الفيرمنت)، تجعل لكل شخص رائحة جسد مميزة، وخاصة به وحده مثل بصمة الاصبع تماما.

 

فنجد في الحيوانات في مواسم التزاوج يتم افراز هذه الرائحة بكثافة وبالتالي نجد ان ذكر الحيوان يعرف الانثى من على بعد امتار ويتعرف عليها ويقومون بالتزاوج. بالنسبة للانسان فالموضوع اقل حدة طبعا، لانه اكيد لا نشم رائحة بعضنا البعض بهذه السهولة.

 

لكن على سبيل المثال، الطفل الرضيع يعرف امه من رائحتها، وايضا لو انت نائم ونام بجانبك احد افراد اسرتك، ستعرف من هو من رائحته حتى لو انت لا تراه وتعطيه ظهرك، فلذلك موضوع الرائحة مؤثر جدا على العقل اللاواعي وقد تنجذب الى شخص ما بسبب ان رائحته مألوفة لك وتشعرك بالدفء والحب.

 

النظرية الثانية: العوامل النفسية:


انت تختار الشخص المهتم بك ويرفع من معنوياتك:

قد تجد نفسك منجذبا الى شخص معين بذاته لان هذا الشخص قام بالاهتمام بك انت تحديدا من وسط مجموعة من الناس دون ان يعيرهم نفس الاهتمام الذي اعطاه لك، ايضا فهو يقوم بدعمك، ويقوم بتلميع صورتك ويوافقك اراءك ويبدي مشاركته لميولك واهتماماتك.

فقد جعلك هذا الشخص تشعر بالثقة في ذاتك وتحب نفسك وتحس انك شخص مرغوب به وهذا الامر للاسف يستغله الكثير من الناس لخداع ضحاياهم، لانهم يعلمون تمام العلم ان هذا الامر يلعب على الوتر الحساس ويجعل الضحية تقع في الحب بسرعة، ولذلك يتصنعون الاهتمام بضحاياهم للايقاع بهم لاي مصلحة او غاية في نواياهم.


انت تبحث عن شخص له مواصفات سلوكية قريبة من الذين ربوك:

عندما تنشأ في بيئة لطيفة وسوية نوعا ما، وراضي عن تعامل اهلك معك وطريقة تربيتهم لك، فأنت تعتبرهم مصدر الهام وقدوة لك حتى ولو كنت لا تشعر بذلك، فلانك تحب ابيك، ستحب تصرفاته!

على سبيل المثال ابوك يقوم بشراء حلويات وهدايا صغيرة كل يوم عند رجوعه من المنزل، فأنت عندما تقابل شخصا يقوم بنفس هذه التصرفات المحببة الى قلبك وعندما يدخل مكان العمل يقوم بتوزيع الحلويات على زملائه، فأنت تنجذب له لا اراديا لانك تعتبره قريب الى روحك وقلبك فهو صورة شبيهة لصورة ابيك.


ليس الانجذاب فقط في المواصفات الايجابية لمن ربوك، فقد تتفاجئ ان هناك ناس يحبون شخصا يحمل نفس عيوب اهاليهم حتى لو كانت عيوب اهاليهم لا يحبونها، ولكنهم وبشكل لا واعي يختارون الشخص المتشابه لاهلهم لانهم يشعرون انه ليس غريب عليهم، كما يقول المثل : "اللي اعرفه احسن من اللي ماعرفهوش"


فقد نتفاجئ ان فتاة كانت لا تتحمل قسوة ابيها وانه لايقوم بنزهات عائلية، ثم نجدها تنجذب الى شخص يحمل نفس القسوة وبيتوتي لايحب النزهات، رغم كرهها لهذا العيب الا انها حملت معها ذبذبات العيوب في اللاواعي لها واصبحت مبرمجة عليها.

انت تبحث عن الشخص الذي يداوي جراح الطفولة:

هذا مايسمى جراح الطفل الداخلي، الطفل الداخلي لديك قد يكون مصاب بجراح معنوية كثيرة وتبقى هذه الجراح معك حتى تكبر، فعلى سبيل المثال، والدتك كانت تضربك كثيرا، لا تحتضنك، وغيرها من التصرفات القاسية.


ثم فيما بعد عندما تكبر تجد فتاة حنونة، تحتويك، تهتم بك، تسأل عليك وتدعمك.. ستجد نفسك انك انجذبت لها تلقائيا بدون ان تلتفت حتى لشخصيتها او مميزاتها او عيوبها، فأنت وجدت فيها الطبيبة التي داوت جراح طفلك الداخلي وعوضتك عن المشكلة النفسية التي تعاني منها بسبب والدتك.


ليس شرطا ان تكون الجراح أليمة! فعلى العكس تماما قد نجد شخصا تربى وسط اسرة مهتمة جدا به، تدلله كثيرا، تعطيه اكثر مما ينبغي، فينجذب هذا الشخص عندما يكبر بالافراد الذين لا يهتمون به، الذين يقسون عليه. 

لانهم في نظره مختلفين ويغذوه بمشاعر جديدة لم يتربى عليها من قبل، كما انه يراهم يربونه على الاعتماد على النفس ويطورونه روحيا بعيدا عن الدلال والاعتمادية والكسل وانهم يعطونه مساحته الشخصية ولايراقبونه ولا يلصقون فيه مثل اهله.

لذلك فالسؤال المهم والذي يتردد كثيرا.. هل الحب من أول نظرة حقيقة؟ هل يكون صادقا؟ هل يمكن ان نعتمد عليه في بناء ارتباط مستقبلي؟ هل يكفي لاختيار شخص مناسب؟


الاجابة لا !! لا يسمى حب، يسمى انجذاب او تعلق. فقد يكون الانجذاب حقيقي او الشعور حقيقي ولكن هذا لايعني انك امام الشخص المناسب لك حتما! فالانجذاب قد يحدث بينك وبين الكثير من الاشخاص الغير مناسبين لك.





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-