الفورتكس ( مجال الخلق)
- كلنا كبشر في مجال واحد متصل ببعضه البعض (الكون)، تماما كالسمك في
المحيط الكبير، و لكننا لا ندرك ذلك لأنه أكبر من ادراكنا، فيعتقد كل منا أنه في
مجاله أو عالمه الخاص المنفصل عن الآخرين.
دور العقل الواعي واللاواعي
- ( العقل الاواعي ) هو الوسيلة التي يتواصل من خلالها جميع المخلوقات،
فعقلك اللاواعي في حالة اتصال مستمر بجميع العقول اللاواعية لجميع المخلوقات في
هذا الكون ( الحية- الجمادات) بدون أن نشعر.
- ( عقلك اللاواعي) ( وسيلة الإمداد) هو ايضا الوسيلة التي يتم من خلالها
امدادك بكل احتياجاتك من خالقك ، بدون أن تشعر، فهو المسئول عن (إدارة وظائفك
الحيوية - إنقاذك في مواقف الخطر حتى و أنت نائم- إلهامك التصرف الصحيح في مواقف لا
تعرفها- إلهامك بالأفكارالجديدة و الحلول خاصة و أنت نائم ،لذلك رؤيا الأنبياء حق-
جذب كل ما تفكر فيه إليك)...لهذا عقلك اللاواعي إمكانياته لا محدودة و لا نهائية ، لأنها من الله و ليست
منك.
- (عقلك الواعي) و الذي يدار من خلالك، فهو منطقي أكثر، يمكنك من خلاله
الحساب و التفكير و التخطيط و الاختيار، و هذا هو دوره، لكنه بالمقارنة بالآخر
محدود الامكانيات جدا، لأنك أنت المتحكم فيه و المسئول عنه.
- دور عقلك ( الواعي) هو التفكير و الاختيار و اتخاذ القرار (ماذا تريد)، و
دور عقلك (اللاواعي) هو تنفيذ هذا الذي تريده، و إمدادك بكل الامكانيات و الوسائل
التي تساعدك على تحقيقه على أرض الواقع...و هذه العمليه تحدث سواء عرفنا أم لم نعرف،
شئنا أم أبينا.
- و الدليل على ذلك أن الناس التي تعيش تفكر أغلب يومها او حياتها في مدى
الحزن أو الألم أو المرض أو المعاناة في حياتها، تظل على هذا الوضع لبقية حياتها،
و نادرا ما تتغير أو تحل مشكلاتها، و العكس أيضا، الناس السعداء الأغنياء الأصحاء
عادة يزدادوا من ذلك.
- العاملين الأساسيين و الذين لا يمكن لشئ أن يتحقق بدونهما، هما (الاختيار
أو الرغبة في الشئ)، و (الايمان أو التصديق) بإمكانية حدوث هذا الشئ، لهذا قد يقول
البعض أني أختار و أرغب في الغنى أو الصحة، و مع ذلك لا أحصل عليها أبدا بالرغم من
اني أسعى من سنوات...و السبب هنا هو فقدان العامل الثاني، و هو التصديق.
- أسباب اختفاء العامل الثاني هي مجموعة من المعتقدات و الأفكار المغلوطة
التي تم زراعتها فينا على مدار السنين، و غياب بعض الحقائق التي تبدو بسيطة لكن لا
أحد يعرفها أو يظهرها و يتكلم عنها.
امنياتنا موجودة بالفعل وتم خلقها ولكننا لا نراها ولا نعرف الطريق اليها
- رجوعا إلى فكرة أننا كالسمك في المحيط، فنحن في هذا الكون موجودين و موجود معنا كل أمنياتنا و أحلامنا و رغباتنا، و لكننا لا نراها لأن الكون فسيح و كبير كالمحيط تماما، و بالتالي قد لا نراها و لا نتخيل وجودها.
فمثلا ( الثروة الطائلة، الوظيفة الخيالية، شريك الحياة المناسب، الاختراع أو
الفكرة المبتكرة، البيت، السيارة، الصحة المثالية)....كلهم موجودين تماما
بالمواصفات التي تريد و تحلم بالضبط، لكنهم يسبحون حولك في الكون، و قد يكونوا
بعيدين عنك، فلا تراهم، لكنهم موجودون فعلا فيما سنسميه (مجال الخلق العام) أو
مجال الخلق الكوني، أي أنهم قد تم خلقهم بالفعل.
- و بمجرد أن يأتي الحلم أو الرغبة أو المنية في رأسك، فهذا معناه أن هذا الشئ قد تم ايجاده بالفعل في ( مجال الخلق الخاص بك)، و أنك جذبته بالفعل، و أنه أصبح قريبا منك، و أنه قد تم خلق الطريق إليه...
فمعنى أنك رغبت في شئ أو حلمت به، أنك لديك القدرة و الإمكانية و الوسيلة على
الوصول إليه، و إلا ما كنت حلمت به و لا جاء في رأسك أصلا.
( لن يلقي الله إليك بحلم إلا و هو يعلم أنك وسعه و قادر على تحقيقه)
- لكن كل ما ينقصك هنا هو بعض الخطوات العملية البسيطة جدا ( السعي المادي
)، والتي سيتم إلهامك بها و إمدادك بها (عن طريق عقلك اللاواعي، و العقول
اللاواعية الآخرى من حولك) فتتبعها فتصل إلى حيث تريد.
- هذه الخطوة قد تحدث مباشرة و بسرعة و بمنتهى البساطة و التلقائية اذا كنت
تعرف ذلك في المقام الأول، أو حتى و ان لم تكن تعرفه و لكنك تطبق الشرط الثاني و
هو ( الايمان و التصديق) بإمكانية وصولك لما تريد، أو بمعنى آخر إيمانك ب (يسر
الحياة)...
و قد تتأخر كثيرا ، و تاخذ سنوات، و تتم بعد مشقة و معاناة طويلة، اذا لم تكن تعرف
هذه المعلومة، و اذا كنت لا تؤمن بها.
- و هذا هو معنى الآية (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗإِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴿٣٤﴾) سورة ابراهيم.
فكل شئ سألته أو تفكر فيه و تسأله أو ستسأله في يوم ما في المستقبل قد آتى بالفعل،
و انتهى الأمر، لأنه موجود أصلا في (مجال الخلق الكوني) منذ قديم الأزل، وأنت
بمجرد تفكيرك فيه أو تمنيك له سوف يقترب منك جدا ليصبح في(مجال الخلق الخاص بك)، و
حينها لن يتبقى سوى إتباعك لبعض الخطوات البسيطة (و التي سيتم إلهامك بها أيضا) ،
بشرط إيمانك الأكيد بإمكانية حدوثه، و ما هي إلا مسئلة وقت حتى يتجلي و يظهر بشكل
مادي في واقعك.
- و هذا ايضا هو معنى
اسم الله ( المجيب )، فهو لم يقل المجيب بعد حين، أو المجيب لمن يدعو بكثرة ، أو
المجيب للمؤمنين فقط...هو المجيب مطلقا، بمعنى أنك بمجرد ما تدعو و تسأل، بمجرد ما
يسمعك و يجيبك، و يوجد لك ما طلبت في (مجال الخلق الخاص بك) فورا و لحظيا، و لكنك
لا تشعر بهذة الإجابة ، أو قد تعتقد أنه لم يستجب أو أنه تأخر عليك في الإجابة
لأنك لم تحقق الشرط الثاني لتجلي و ظهور الأمنية ، و هو الايمان بإمكانية حدوثها.
- لهذا قالوا أن حلمك
بالشئ أو رغبتك فيه تماما كرمي الشبكة أو السنارة، أما يقينك في حدوثة و إيمانك
بأنه سيأتي لك هو سحب السنارة للحصول على السمكة...فكثير منا يقوم بالخطوة الأولى،
و قد يصطاد بالفعل، و تأتيه الفرصة، لكنه لعدم تصديقه لا يأخذها، و يترك السنارة و
يمشي بعيدا يبكي على حاله.
اذن كـ تلخيص :
- عقلك الواعي ( دوره التفكير و الاختيار و تحديد الرغبة و اتخاذ القرار)، و هو
مسئوليتك و تحت سيطرتك أنت، لهذا فهو محدود القدرات.
- عقلك اللاواعي ( دوره
تنفيذ ما قرره العقل الواعي) سواء بإلهامك بالأفكار التي تسهل لك ذلك، أو بإمدادك
بالأشخاص و الوسائل و الإمكانيات الخارجية التي توصلك إليه، عن طريق الاتصال ببقية
العقول اللاواعية في الكون، و هو تحت تحكم و سيطرة الله، لهذا فهو لا محدود
الامكانياتو القدرات.
- الأمنيات و الأحلام و
الرغبات كلها موجودة و قد تم خلقها بالفعل في ( مجال الخلق العام أو الكوني)، و ما
إن تظهر الفكرة أو الرغبة في رأسك يقترب هذا الشئ منك، ليظهر في (مجال الخلق الخاص
بك)، و هذا معناه أنه قريب جدا من واقعك، و أنك قادر على تحقيقه ، و أنك وسعه و
على قدرة، و أن كل المتبقي هي بعض الخطوات العملية البسيطة التي شرط أن تقوم بها
بإيمان حتى يظهر الشئ.
- اذن الاستجابة تتم
فوريا و لحظيا و بدون اي شروط، الأمر المسئول عن طول او قصر فترة التحقق و التجلي
هو مدى تمسكك بالايمان و التصديق طوال الوقت، و عدم تخليك عنهما تحت أي ظرف.
- بقي أن نعرف ( مجال
الخلق) على أنه هو ذلك المكان (المعنوي) الذي يحتفظ فيه بالأمنيات و الأحلام لحين
أن تتناغم أنت معها ، أو تصل إلى ذبذباتها، أو بمعنى آخر تستحقها، فتتجلى و تظهر
بشكل مادي في واقعك.
كيف نتناغم معها؟، و
نصبح على نفس ذبذباتها؟، و كيف نصل إلى استحقاق الشئ هذا هو ما سنعرفه فيما بعد ان شاءالله...