اختيار شريك الحياة | الجزء 7 | شخصيات قد تعرقل التوافق بينها

 

اختيار شريك الحياة | الجزء 7 | شخصيات قد لا تتفق سويا (الشخصية الاجتماعية والانطوائية)

شخصيات لا تتوافق سويا (الشخصية الاجتماعية × الانطوائية):


هذه القاعدة تنطبق على جميع الشخصيات، وليس شخصيات معينة على وجه الخصوص، الموضوع ومافيه ان هناك شخصيات قد تكون جيدة جدا وممتازة ولكنها لا تتوافق مع شخصيات معينة ابدا ولايحدث انسجام بينهما او اختلاط مثل الزيت والماء تماما. ولذلك سيكون لدينا المثال الشهير الموجود في اغلب المنازل : شريك الحياة الاجتماعي المرتبط بشريكه الانطوائي، تعالوا نتعرف على هذه المشكلة والتي يعتقد اغلب الناس انهما يكملان بعضهما البعض ولكن للاسف هذا غير صحيح.


اولا: الشخصية الاجتماعية:


الايجابيات:


- شخص يوجد لديه دائما من يساعده، ويقدم له المساندات، والخدمات في جميع شتى مجالات الحياة، لكثرة معارفه، ولزيادة عددهم دائما كل سنة عن التي قبلها وبالتالي يتراكم عددهم الكبير على مدى سنوات عمره، مثل اصدقائه في المدرسة لازالوا مستمرين معه حتى الان، جيرانه على صلة جيدة به، اصدقاءه في العمل يحبونه ويحبهم، اقاربه ..الخ


هذا الشخص الاجتماعي سيفيدك انت ايضا في اي مصلحة او اي مشكلة تواجهك، فهو يعرف كل الناس في شتى المجالات وبالتالي ستجده يسهل امورك دائما. فهو يعمل على تكوين شبكة دعم وترابط بين الجميع وبين نفسه.


- لايمكن لهذا الشخص ان يشعر ابدا بالوحدة، فهناك دائما شخص يعزز له ويعرفه في كل مكان يذهب اليه.


- يتميز بطاقته الايجابية وبشخصيته المرحة والمتفائلة، ويلطف اي مكان يذهب اليه ويضيف البهجة على من حوله.


- يتقبل الازمات والصدمات بصدر رحب لانه مطمئن انه سيجد من يساعده على تجاوز هذه الازمات.


- شخص خدوم وطيب واحيانا يساعد الاخرين على حساب نفسه ومصلحته الشخصية.


- شخص نشيط وكثير الحركة ويسافر كثيرا وهذا يؤثر على صحته الجسمانية والصحية، فحتى لو مريض فهو متعايش مع الوضع ولا تتوقف الحياة عنده.


- لن تشعر بالملل او الرتابة مع هذا النوع من الشخصيات لانه كل يوم في قصة وخطة جديدة.


- لو اتيح له السفر في كذا بلد، سيكون لديه خبرات كثيرة وبالتالي سيكون صداقات ومعارف اخرين في البلاد الاخرى.


- هذا الشخص اذا كان أب او أم سيكونون لطفاء كثيرا ويكونون اصدقاء جيدين لاولادهم في اي سن ويعرفون يتعايشون مع اي طفل ..لانهم دائما يبهجون اسرتهم ويقدمون العديد من المفاجئات الجميلة.


السلبيات:


- اغلبهم وليس كلهم، يفتقرون الى النجاح المهني، فهؤلاء الشخصيات يفضلون العلاقات الشخصية والفسح على النجاح او الماديات. فقد يترك وظيفة مهمة ذات دخل عالي ويذهب لوظيفة اقل دخلا لمجرد ان معارفه في هذه الوظيفة، او يغير مسار حياته ويدخل تخصص لايريده لمجرد ان اصحابه في هذه الكلية.. وهكذا.



- شخص مسرف في اغلب الاحيان، وذلك بسبب نشاطاته وفسحاته ومساعداته للاخرين وعدم اهتمامه بالماديات، وبالتالي عند وقوعه في اي ضائقة مالية او في حالات الطوارئ يضطر للاستدانة.


- متهور كثيرا، فقد يبدأ مشروع ما وبعد فترة يشعر بالفتور والملل او يكتشف ان هذا ليس اتجاهه، وهذا يعرضه للكثير من الفشل.


- غالبا يتسم بالفضولية، والتدخل فيما لايعنيه، لانه يهتم بالاشخاص والعلاقات، فبالتالي يهتم بحياتهم الشخصية وتحركات حياتهم. وطبعا تتفاوت هذه الصفة في الدرجة من شخص لاخر.


- شخص انفعالي، لايجيد التحكم او السيطرة على انفعالاته في اغلب الاحيان. فتجده يضحك بصوت عالي، يبكي بسرعة، يغضب بسهولة، ..الخ هناك دائما مبالغة في ردود افعاله لانه تلقائي.


- من اهم العيوب التي تؤثر بالسلب على شريك حياة هذا الشخص، انه دائما متغيبا عن المنزل لكثرة حركته وخروجه، مما يجعل شريك حياته يشعر بالوحدة، ومما يعرض ابناءه للانفلات بسبب عدم وجود رقابة مستمرة من الطرفين (سواء اب او ام) فرغم انه لطيف مع اسرته الا انه لايستطيع المكوث وقتا طويلا في مكان واحد. 


وغالبا هذه الشخصيات ايضا تحب ان تعمل في مجالات خدمية مثل المشاريع التطوعية او الخيرية او رئيس العمارة او رئيس الحي، فهو يحب الوظائف التي فيها حركة وبشر وخدمات كثيرة. وبالتبعية فهذه الوظائف تزيد من تغيبه خارج المنزل وتؤثر بالسلب اكثر على شريك حياته وابنائه.


- شخص غير عميق ومعلوماته سطحية، فهو يحب القشور من كل شئ، لانه لايحب ان يجلس وقتا ليقرأ، بل يحب ان يستلهم معلوماته من افواه واحاديث الاخرين، ولا يهتم بدقة او صحة المعلومات التي يستقبلها، وبالتالي لا تستطيع الاعتماد عليه في وجهة نظره لانها غالبا تكون غير صحيحة.


- شخص مكابر عندما يشعر انه اقل خصوصا عندما يعرف ان معلوماته سطحية او كلامه غير صحيح لانه يهتم جدا لمظهره امام الاخرين ويهتم بتلميع نفسه دائما فينزعج جدا عندما تواجهه بسطحيته.


- ثرثار جدا، لانه يعتبر السكوت نوع من انواع ضعف التواصل، فالتواصل الدائم بالنسبة له مسألة حياة او موت، يريد ان يتحدث دائما حتى لو مع الغرباء في اي مكان لانه يريد ان يظهر محبته للاخرين بل احيانا يتخطى الحدود الشخصية لانه يريد ان يكوّن علاقات ويتواصل دائما. وهذا الطبع قد يسبب ازعاج لبعض الناس.


طبعا كثرة الكلام تؤدي الى كثرة الوقوع في الخطأ، فقد تؤدي الثرثرة الى البوح باسرار الناس، او التدخل في شئون الاخرين.


- ادعاء مواقف وهمية او اكاذيب من اجل سرد قصص لطيفة للفت انتباه الاخرين.


ثانيا: الشخصية الانطوائية:


الايجابيات:


- شخص طموح جدا، مجتهد جدا ويعرف خطواته جيدا ويدرسها ويحدد هدفه، وذلك لانه لايهتم بالعلاقات الشخصية كثيرا فهو يعرف مايريد ولايحب ان يعطله احد عن اهدافه.


- يجيد التخطيط للمستقبل، ويعرف كيف يصل الى مايريد، لذا فهو غالبا يتولى المناصب القيادية في مكانه.


- يمكنه الادخار بسهولة، يستطيع ترشيد استهلاكه ونفقاته في اي وقت، وهو اقتصادي وعملي، ونادرا ان تجده مديون.


- مثقف، وذلك لانه يقضي وقتا اطول بمفرده، فيقرأ كثيرا، ولا يحب ان يعرف الا المعلومات الغزيرة الصحيحة والدقيقة الموثوق فيها ومن مصادرها خصوصا في المجالات التي يحبها. وبذلك تستطيع ان تأخذ بوجهة نظره وتستشيره لان عنده رؤية وعميق.


- متأني جدا، غير متهور اطلاقا، لا يتسرع ابدا في القول او الفعل، لهذا فهو قليل الاخطاء مع الاخرين فهو يحسب لكل كلمة حساب ولكل فعل توقيت، وبالتالي لايقع في المشاكل ولا يوقع غيره في المشاكل ايضا.


- محل ثقة لمن حوله لانه لا يتكلم كثيرا، ولا يبوح بالاسرار ولذلك تستطيع ان تأتمنه على اي شئ.


- يقدس العلاقات، فهو شخص لا يتعامل مع الكثير من الناس، ويهتم جدا بالعلاقات القريبة منه فقط تحديدا شريك الحياة وبالتالي تجده لا ينزلق بسهولة في اي علاقة خارج اطار الزواج ولا يفكر ابدا في الخيانة. 


كما ان اغلب علاقاته طويلة الامد لانه ملتزم مع شريك حياته او مع صديقه بالوفاء والاهتمام، ويتجاوز عن اخطاءهم ومشاكلهم في سبيل استقرار واستمرار العلاقة.


- شخص غير انفعالي، هادئ، ردود افعاله غير مبالغ فيها، وبالتالي لاينفعل بسهولة ويكون مأمون العواقب ولا يعرضك ابدا للاحراج في اي مكان عام، لانه لا يتصرف تصرفات طائشة، كما انه شخص غير عنيف ولا يستخدم جسده في الخلافات مثل الضرب، فأنت لن تخاف ان تختلف معه.


السلبيات:


- عدم القدرة على المبادرة، فهو غالبا يكون رد فعل وليس الفعل.


- قليل المعارف والاصدقاء وبالتالي قد يجد صعوبة لنفسه او لمن حوله اذا اراد تسهيل امرا ما عن طريق اشخاص فهو ليس لديه اجتماعيات تفيده، وعلى الرغم من ذلك فهذا الامر لا يضايقه كثيرا فهو عنده استعداد ان يكون وحيدا ومنعزلا ولا ان يختلط كثيرا بالبشر ويكون مستمتعا بوحدته فدائما يشغل وقت فراغه.


- حياته روتينية الى حد كبير، وغالبا ايامه تشبه بعضها الا في بعض المناسبات والقرارات.


- غالبا يميل الى الحزن والاكتئاب والمزاج السوداوي لانه غالبا يعيش لوحده ولا يوجد حوله اشخاص تساعده على الخروج من هذه الازمات ولا يوجد من يدعمه. وقد يحمل شريك حياته المسئولية ويطلب منه ان يخرجه من هذا الموقف لوحده وبالتالي يجد شريك حياته مسئول كل مرة عن تغيير الحزن والاكتئاب لدى الانطوائي.


- لا يستطيع مواجهة كثير من مواقف الحياة، وخصوصا الصعبة والحرجة، هذا الشخص يحتاج دائما من يسانده ومن يكون في ظهره ويرشده كيف يتصرف في هذه المواقف.


- يفضل البقاء في المنزل على اي نشاط خارج المنزل، مما يفوّت عليه وعلى اسرته الكثير من اوقات السعادة وفرص التغيير والمرح.


- شخص خجول بصفة عامة، وممكن ان يضيع حقه او حق من معه لانه غالبا يخجل ان يدافع عن نفسه ولا يحب ان يدخل في مهاترات ومشاكل سواء في عمله او اهله او منزله.


- لا يرضى عن انجازاته طوال الوقت، لانهم طموحين جدا.


كما نرى الان التضاد الواضح بين الشخصية الاجتماعية والانطوائية (وطبعا هناك درجات متفاوتة في الاجتماعية والانطوائية)، فعلى الرغم ان هناك الكثيرين يرون ان قد يحصل التكامل بينهما فكل منهما يحتاج الاخر، الا انه حسب الخبرات الحياتية، صفة واحدة قد تؤثر على شكل الحياة ككل، فقد يشعر الشخص الاجتماعي بالاختناق لان شريك حياته الانطوائي يرفض التنزه معه للخارج..


كما ان شريك الحياة الانطوائي قد يشعر بأنه وحدته قد زادت لانه لا يجد من يتفهم افكاره بسبب انه يواجه سطحية شريك حياته الاجتماعي.. وهكذا.


اذن فما هو المطلوب؟

اذا كنت شخص اجتماعي جدا وفيك كل الصفات الاجتماعية بنسبة 90 % فلا ترتبط بشخص انطوائي جدا وفيه كل الصفات الانطوائية بنسبة 90%

الحل الامثل هو زيادة الاقتراب للمنطقة المشتركة الوسطية بينكما، فاذا كنت اجتماعيا بنسبة 70 % وانطوائيتك 30 % والعكس مع الاخر، انطوائيته 70 % واجتماعي 30 % فهنا انتم حصلتم على نسبة 30 % من المساحة المشتركة بينكما وهذا بدوره سيخلق نوعا من التكامل بينكما.





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-