اختيار شريك الحياة | الجزء 1 | ماهي المعايير الاساسية والصفات التي يجب ان تتوفر فيك انت شخصيا؟

 
اختيار شريك الحياة | الجزء 1 | ماهي المعايير الاساسية والصفات التي يجب ان تتوفر فيك انت شخصيا؟

* هل أنت نموذج واعي وصالح للارتباط الجاد؟؟

نجاح أي علاقة زوجية لا يتوقف فقط على التعامل المثالي الحالم والرومانسي بين طرفي العلاقة، لان التعامل بين الزوجين يمكن لأي شخص ان يقوم (بتمثيله وتصنعه) 

والاغلبية ينخدعون بتمثيل شركاء حياتهم في البداية لان كل مفهومهم عن العلاقة الزوجية هو "التعامل الجميل فقط" وهذا هو الفخ الذي يقع فيه اغلب المرتبطين. وذلك لأن أي عمارة بدون اساسات قوية مصيرها هو "السقوط"

اساس العلاقة الزوجية هو شخصية طرفي العلاقة نفسها وليس طريقة تعاملهم، لذلك يجب توفر بعض الاسس والمفاهيم والمعايير الاساسية في شخصيات طرفي العلاقة من قبل حتى أن يفكروا في الارتباط.


* ماهي المعايير أساسية؟


المعيار الاول:


الزواج ليس للتكامل كما هو المفهوم والمتعارف عليه عند الناس، لأن تحت هذا المفهوم تم ادراج الكثير من الاختيارات الخاطئة، على سبيل المثال: زوجة عصبية فوضوية يجب ان يتحملها زوج هادئ مرتب! لانهما ببساطة يران انهما يكملان بعضهمها البعض!


أيضا الزواج ليس لاصلاح عيوب احد طرفي العلاقة، على سبيل المثال: ابننا متهور طائش عديم المسئولية، نقوم بتزويجه حتى يعقل! اذا الاهل الذين قاموا بتربيته لم يستطيعوا زرع المسئولية والقيم فيه من البداية، فهل تتوقعون الزوجة اصلاح كل سنوات الطيش التي قضاها الزوج مع اهله؟


الزواج أيضا ليس لتعويض الحرمان العاطفي، قد يتزوج الرجل من اجل ان يهرب من ألم فراق مع حبيبة سابقة، او تتزوج الفتاة لانها فقط لا تريد ان تكون وحيدة او تريد ان تهرب من لقب العنوسة او تريد أن تهرب من منزلها وتجد ان الزواج هو طوق النجاة 


(وفي النهاية تتفاجئ انه ليس طوقا للنجاة وتجد زوجها نسخة من اهلها). فكل هذه المفاهيم السابقة نقطة انطلاق فاشلة لبناء علاقة مصيرية أبدية المفروض ان تكون أعمق من كل هذا وتتأسس بجذور قوية ذات قيمة مرتفعة حتى لا تسقط هذه العلاقة في أي وقت.


لذلك فالمعيار الاول للزواج هو ارتباط شخصين (كل منهما جيد كفاية)، كل منهما يتحمل المسئولية كفاية، كل منهما (متطور) كفاية، سواء متطور في وعيه، طريقة تفكيره، اخلاقياته، اسلوبه، وكل جوانب حياته. لخلق ثنائي ذو جودة عالية لتأسيس عائلة ذات هدف في الحياة، الهدف الذي خلقنا الله من اجله الا وهو اعمار انفسنا واعمار الارض.


المعيار الثاني:


كن أنت الشخص الذي تريده ان يرتبط بك..


اذا تريد ان ترتبط بشخص ذو مواصفات عالية الجودة، مثلا تريد فتاة متعاونة، طيبة، جميلة، تهتم بنظافتها الشخصية، تسمعك... الخ من الصفات الحميدة.. فيجب أن تتوفر فيك نفس الصفات التي تريدها في هذه الفتاة لان الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات. اذا اخترتها وانت شخصيا لا تتوافر فيك المميزات المتوفرة فيها فحتماً سيحدث خلل في العلاقة وخلل كبير جدا يؤدي للتعاسة.

اذا اردت انت تشتري منزل بـمليون جنيه، يجب ان يكون معك المليون جنيه اولا، لا شئ مجانا!

 

المعيار الثالث:


ان تختار وانت في حالة مشاعرية طاقية عالية..


بمعنى، اذا انت تعرضت لحالة أليمة في تجربة سابقة، فراق مثلا او خيانة او علاقة فاشلة بأي شكل من الاشكال، فلا تتسرع وتقوم بالزواج من شخص يحل محل شريكك السابق بسرعة وكأنك تملأ فراغ بالتبادل. 


لا تنسى انك تختار شخصا له روح ومشاعر وذبذبات طاقية معينة وليس بضاعة توضع في المخزن. فعندما تختار شخصا تملأ به مكان شخص اخر فانت هنا في حالة مشاعرية ومعنوية منخفضة جدا وهذا سيؤدي الى انخفاض كل شئ في العلاقة الجديدة لان ما بُني على خطأ فهو خطأ.


وستتكرر المأساة معك في العلاقة الجديدة بسبب ذبذباتك المنخفضة، فإما انك ستجد الشريك الجديد نسخة طبق الاصل من الشريك القديم، أو انك تكتشف انه لم يتم علاج جراحك المعنوية وتجد في نفسك حالة نفور من شريك حياتك الجديد، او ان الشريك الجديد سيشعر تلقائيا بمرور الوقت انه مجرد "تعويض" لحالة نقص عندك ليس اكثر وهذا سيهز كيانه حتما يوما ما وتسقط العلاقة.


لذلك عندما تمر بعلاقة فاشلة اخذت من طاقتك الكثير، فيجب ان تعطي لنفسك الوقت الكافي تماما حتى لو امتد سنوات، للتخلص من كل اثار هذه العلاقة ولتطوير روحك وعقليتك وتنظف طاقتك تماما وتكون على مستوى معنوي عالي ومن ثم تقوم باختيار شريك حياة جديد.


نفس التطبيق على من يتزوجون تحت ضغط كلام المجتمع، وبسبب الحاح الاهل، وقتها يكون الشخص في حالة طاقية مشاعرية منخفضة فسوف يختار شريكا خاطئا حتى لو كان ظاهريا هذا الشريك يحمل مواصفات مناسبة وجيدة لكن ما خفي كان أعظم، فالطاقات السلبية لا تجذب سوى السلبي مثلها.

 

* الصفات الشخصية التي يجب ان تتوافر فيك:


اولا: ان تكون ناجحاً كفاية في مجال ما..


يجب ان تكون شخصا واعيا من البداية وناجحا في شئ انت تجيده، ان تكون قد وجدت نفسك وحددت طريقك وعندك رؤية مستقبلية لوضعك، ان يكون في طريق صحيح انت تسير فيه وتحسب لخطواتك جيدا فيه. فإذا لم تنجح في شئ ما ولم تجد نفسك فلا داعي للتورط في علاقة شريك الحياة، لان هذه العلاقة تتطلب شخصا يعرف كيف يزن الامور وليس تائها ضل الطريق!


وهذه الصفة تفوت الكثير من الشباب عموما "والفتيات خصوصا" وهي انهم يتعجلون الزواج في فترة مبكرة في حياتهم قبل ان يحددوا طريقهم باعتبار ان "خير البر عاجله" وفي النهاية يكتشفون انهم لم يصلوا للبر بأي شكل من الاشكال. 


فعندما يمر الوقت وتكبر الفتاة وتنضج، وتبدأ الامور في الاتضاح لها، وتحاول ان تصنع لنفسها طموحا او هدفا، تجده يتعارض مع مواصفات شريك الحياة الذي اختارته في البداية.


ولذلك ننصح الشاب او الفتاة، لا تتعجل الارتباط قبل ان تحدد هدفك ورسالتك في الحياة، يجب ان تقف على ارض صلبة وثابتة في البداية وبعدها فكر في الاختيار والارتباط حتى تستطيع الزواج من شخص يتناسب مع شخصيتك وطبيعة هدفك الحالية.


ثانيا: ان تكون لديك علاقات اجتماعية جيدة ولو صديق واحد..


قد يكون هذا الصديق جارك او زميلك او حتى اخيك، المهم يجب ان يكون في حياتك شخص تثق فيه ويهتم بك وتهتم به، لان وجود طاقة الشراكة والصداقة في حياتك سواء كانت علاقاتك محدودة او كثيرة فهي تحسن من اداء الانسان في التعامل مع شريك حياته.


الانسان الوحيد تماما ولايهتم بالعلاقات الاجتماعية لايجيد التعامل مع شريك حياته ولا عنده نظرة مبعدية في كيفية العيش مع شخص حياة مشتركة.


ويجب ان تحتفظ بعلاقاتك الاجتماعية حتى بعد الزواج، لان هناك خطأ شائع وهو ان الشاب او الفتاة بمجرد ان يتزوجون، ينعزلون تماما عن حياتهم الاجتماعية ويتوقفون عن التواصل مع اصدقائهم وهذا له تأثير طاقي سلبي تماما على علاقتهم الزوجية.


فوجود الاصدقاء الطيبين نعمة لا تقدر بمال، فهي تعمل على تحسين العلاقة الزوجية، وترفع من ذبذباتها، ولا تعطي فرصة للفتور او الملل بين الزوجين وتساهم في تجديد مجرى الاحداث والطاقات داخل العلاقة الزوجية.

 

ثالثا: يجب ان تكون واثقا من نفسك وتحب وتقدر ذاتك..


كلما كنت راضيا عن نفسك ومشاعر الاستحقاق لديك عالية كلما كانت قدرتك على الاختيار اجود وافضل، بعض الناس قبل الارتباط يشعرون بعدم الرضا عن انفسهم سواء من ناحية المظهر او الشكل او القدرات والمميزات (حتى لو كانوا اشخاص رائعين لكنهم غير واثقين في نفسهم). 


هذا الشعور "مدمر" تماما ويجعل الشخص بين امرين وهما: انا لا استحق الارتباط انا لست جيدا كفاية، أو انا سأختار شخصا عاديا سيئا وغير مناسب لي لاني ببساطة لا استحق ماهو افضل من ذلك.


نظرتك عن نفسك تلعب دورا هاما في اختيار شريك حياتك، فهي تمثل 70% من الاختيار الامثل لشريك الحياة.


رابعا: القدرة على التعبير عن رأيك واحاسيسك بشكل واضح:


وهذه الصفة من اهم الصفات التي يجب ان تتوفر في شريك الحياة الناجح، لانها اساس اي علاقة حقيقية ناجحة مبنية على الوضوح وتبادل الاراء وعدم الغموض وعدم الشك وعدم الكبت وعدم اخفاء المشاعر. فقد يكون شريك حياتك لا يعرف ان امرا ما قد يزعجك لانك وبكل ببساطة لا تعبر عن رأيك ولا تتكلم بوضوح عن احتياجاتك.


لكن هناك من سيقول انا لا اعرف كيف اعبر عن رأيي.. ماذا افعل؟


نعم، فهذه المهارة تتفاوت من شخص لآخر، فهناك من لديهم سلاسة في الكلام واسترسال واضح لافكارهم لكن ليس كل الناس يمتلكون هذه الملكة..


لكن لابد ان هناك طريقة ما غير المواجهة تعبر بها عن رأيك..


فهناك من يحب ان يعبر عن اراءه بالكتابة، سواء على ورق او على شكل منشورات ورسائل قصيرة عبر الانترنت، ويرسلون مايشعرون به الى الطرف الاخر..
وهناك من لا يستطيع المواجهة ولايحب ان يقول رأيه وجها لوجه، ويفضل ان يسجل تسجيلات قصيرة يرسلها عبر برامج التواصل الاجتماعي مثل الواتساب وغيرها، او يتكلم هاتفيا مع شريك حياته حتى ولو كانوا سويا في نفس المنزل.


ويمكن ايضا ان تستعين بشخص ثقة مقرب منك جدا سواء امك، اخوك، اختك، صديقك المفضل (وهنا نذكركم مرة اخرى بأهمية وجود الاصدقاء في حياتنا بعد الزواج)، ومن ثم تستطيع ان تحكي لهم رأيك الذي تخجل ان تذكره امام شريك حياتك.


فقد يساعدك هذا الشخص الثقة والذي تشعر معه بالأمان، على ترتيب افكارك او قد يكون وسيطا بينكما او يخطط معك طريقة توضح بها رأيك مع شريك حياتك.


لان هناك مبدأ خاطئ جدا الا وهو: طالما انا ارتبطت فحتما شريك حياتي يفهمني ويتفهم احتياجاتي دون ان اتكلم ويشعر بي..


هذا المبدأ دمّر الكثير من العلاقات بشكل كارثي، يجب ان تعرف ان شريك حياتك لا يمتلك الحاسة السادسة لقراءة الافكار ولا تتوفر معه البلورة السحرية وليس من حقك ان تلومه على هذا الشئ.





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-