اختيار شريك الحياة | الجزء 9 | في ماذا يجب ان نتحدث بعد أن نجد توأم روحنا (حلقة 1)

في ماذا يجب ان نتحدث بعد أن نجد توأم روحنا

في ماذا يجب ان نتحدث بعد أن نجد توأم روحنا (حلقة 1)

بالطبع وباذن الله بعد ايجاد توأم الروح، تحدث بدايات الارتباط، او مشروع خطوبة، او مرحلة تعارف قوية من اجل التخطيط للزواج، وفي خلال هذه الفترة تحدث اخطاء جوهرية رغم ان هذه الاخطاء ليست اخطاء بالمعنى المقصود..

الخطأ الاول: 

هناك اشخاص بعد الاتفاق على الارتباط، يقومون بتفريغ كل مشاعرهم في النزهات والفسح مع بعضهما البعض والتردد على المطاعم والحفلات وغيرها وتصبح كل ايامهما فسح × فسح فقط! 


هذه النزهات مطلوبة نعم ولكن لا يجب ان تكون يومية ولا دائمة في فترة التعارف القوي ماقبل الزواج ولا يجب ان تغطي على الهدف الاساسي الذي نحن نرتبط من اهله، الا وهو معرفة من سنرتبط به معرفة جيدة.


فغالبا وقت الفسح لا يستطيع الشريكان التحدث او التعرف بشكل قوي بسبب المشتتات الخارجية وبسبب انشغالهما في المشي او المواصلات او اي شئ اخر وبالتالي فثلاث ارباع الوقت يذهب في الترفيه وليس التعارف الجاد.


مع العلم انه اذا ارتبطت بالشخص الصحيح، فأنت حتما ستخرج وتتفسح معه حتى بعد الزواج، فليس الامر حكرا على المخطوبين الا اذا كانا مخطوبين بدون وعي وبدون دراسة هذا الكورس لانهما سيعتقدان انه بعد الزواج لن يتمتعا ابدا وهذا مفهوم مدمر للزواج. فالزواج حب ورحمة وسكينة وسعادة وليس مسئوليات مرهقة طوال الوقت حتى ولو بوجود الاطفال، ونستطيع ان نرى هذا بوضوح في الاسر الناجحة وفي الاسر الغربية التي تستطيع التمتع والمرح حتى في وجود اطفال ومسئوليات لان الاب والام من البداية اختارا بعضهما بطريقة جذب توام الروح وليس الزواج السريع العادي.


الخطأ الثاني: 

نوع اخر من الاشخاص يضيعون وقت التعارف في شراء اثاث المنزل والاجهزة والفرش، وقد نسوا تماما ان فترة الخطوبة تهدف بالاساس الى تقوية التعارف الحقيقي.


فالزواج لن يطير، ولا يجب ان تهدروا الوقت في تأثيث المنزل دون ان تدرسا بعضكما جيدا، فكم من خطوبات كثيرة عددها كبير جدا تم فسخها بعد تجهيز منزل الزوجية، فبعدما جهزا كل شئ واشتروا كل مايلزم وقد يتبقى على موعد الزفاف شهر او ايام قليلة، ويتم فسخ الخطوبة. اليس كذلك؟


البعض يتحجج ان العريس مسافر ومتعجل > وهذا يدل ان التعارف لم يتم بشكل جيد وتم اختياره عشوائيا (ولا اظن ان التعجل شئ جيد فأنتما لن تتضررا اذا صبرتم سنة اخرى مثلا)


البعض الاخر يتحجج ان اهليهما لايسمحان لهما بالخروج سويا الا بعد الزواج > ولقد ذكرنا منذ قليل ان الخروج ليس عنصرا جوهريا في فترة التعارف يعني عدمه لن يؤثر في العلاقة خاصة في عصرنا الحالي في وجود توافر امكانيات التواصل من هواتف محمولة تنقل الصوت والصورة والمحادثات في اي وقت وهذا لم يتوفر للاجيال السابقة.


لذلك تجهيز المنزل يجب الا يأخذ 30 % من وقت التعارف.. وان يتم على مهل والتريث الا في حالة ظهور تخفيض لاسعار الاثاث فمن الافضل انتهاز فرص الشراء في وقت التخفيض، اما في حالة ثبات الاسعار ففي التأني السلامة.


اهم شئ في هذه المرحلة انكما تؤسسان شجرة عائلية قوية ذات جذور صلبة تجعل حياتكما في رغد وسعادة فيما بعد.


أكّدت الدراسة أنّه ثبت أنّ الرجال لا يتخذون المبادرة؛ من أجل الحديث عن مواضيع تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للزواج، وهم يفعلون ذلك معتقدين أنّ الأمور تأخذ مجراها بشكل طبيعي بعد الزواج، ولكن ذلك ليس صحيحاً، لكن المرأة بشكل عام، وكما تشير الإحصائيات والدراسات العالمية، هي التي تفكر في المستقبل بشكل يفوق الرجل؛ لأنّها تهتم أكثر بالتفاصيل، وترى أنّ بعضها يمكن أن يكون له تأثير كبير على العلاقة بين الزوجين، رغم أنّ الرجال يعتقدون أنّ المرأة تفكر في تفاصيل كثيرة لا ضرورة لها. والمرأة هي التي ينبغي عليها أن تفتح أحاديث تتعلق بمستقبل الزواج والمشاكل التي ربما يتم مواجهتها لاحقاً إن لم يتم الاتفاق على الحلول المناسبة لها، عندما تظهر بعد دخول عش الزوجية.

والان بعد ازالة موانع التعارف الحقيقي في مرحلة الارتباط المبدئي، يجب ان نتحدث في هذه الامور الضرورية كالاتي:


اولا: حول عمل الزوجة:

هل يفضل الزوجان معا عمل الزوجة؟ أم لا؟ أم يتعارض رأيهما في ذلك؟

فهذه النقطة تسبب جدلا كبيرا بين الزوجين بعد الزواج، وذلك لعدم تخطيطهما لرؤية مبعدية، او قد تعود الاسباب الى ظهور بعض اعراض النرجسية لدى الزوج الذي يشعر أن الزوجة مهملة في منزلها (وقد يكون هذا غير حقيقيا) ولكنه يستخدم سلاح عمل الزوجة كنوع من الضغط على شريكة حياته، ازواج اخرون يشعرون بالغيرة اذا كانت زوجتهم ناجحة في عملها اكثر منهم..


ازواج اخرون يحبون ان تكون زوجاتهم ربة منزل، فيجب ان تسألها اولا اذا هي موافقة ان تتنازل عن عملها او من البداية يجب ان تختار فتاة لا تعمل من الاساس، لان سلب اهتمامات الغير منهم وقمعهم لن يؤدي الى نتيجة مرضية.


في حين ان البعض الاخر، يفضلون ان تكون زوجاتهم في مجال العمل حتى تساعدهم في مصاريف المنزل، لكن العكس قد تكون الزوجة لا تريد العمل، تريد ان تكون ربة منزل، او تريد ان يكون لها مشروعها الخاص في المستقبل بعد الاستقرار في الحياة الزوجية..


او.. ان الزوجة من البداية قد تكون في مجال العمل لكنها لا تريد المشاركة في مصاريف المنزل بحكم القانون والشرع ان الزوجة غير مكلفة على الانفاق او المشاركة ولايجب ان يتم اجبارها على هذا، وترى ان مساهمتها وقيامها بأعمال المنزل يكفي وانه لا ينبغي للزوج ان يطلب منها المساعدة اكثر من ذلك..


كل هذه الامور يجب الاتفاق عليها قبل الزواج وبشكل تفصيلي واضح.

ماهي الفترة المعقولة لعمل الزوجة خارج المنزل؟ هل يقبلان دوام عملها يوم كامل ام دوام جزئي؟

قد يوافق الازواج على عمل الزوجة ولكن على الا يكون دوامها خارج المنزل فوق الـ 8 ساعات مثلا، فهم يرون انه من الافضل ان تعمل في وظيفة حكومية لها عدد ساعات معين او انها تعمل عدد ايام معين في الاسبوع، حتى تستطيع الزوجة ان توفق بين عملها ومنزلها.


في حين ان البعض الاخر قد يوافقون على الدوام الكامل في حالة اذا كانت حالتهم المادية تسمح بوجود مساعدة في المنزل تقوم بالاعمال المنزلية بدلا من الزوجة، حيث يرى بعض الازواج ان الزوجة من حقها ان تعمل اي عدد من الساعات التي تشاء طالما ان الاعمال المنزلية تتم على اكمل وجه عن طريق المساعدة.

ماذا عن اعمال المنزل في حالة اذا كانت الزوجة تعمل؟؟ هل سيتعاون الزوجان في اعمال المنزل؟ ام سيكلف الزوجة هذا الامر بمفردها؟؟؟ ام انه مستعد ان يستأجر مساعدة لزوجته؟؟

هذا الامر ضروري جدا، فبعض الازواج لا تزال لديهم النزعة الرجعية الشرقية وهي ان الزوج لن يلمس اي شئ في المنزل حتى لو كانت زوجته تعمل، ويقوم بتكليف زوجته كل المهام المنزلية دون ادنى مراعاة.. هذه الشخصية ننصح بالابتعاد عنها لانه في هذه الحالة يعتبر الزوجة خادمة تم تسخيرها من اجله. فرسول الله صل الله عليه وسلم، كان يساعد اهل بيته رغم انه كان يؤسس دين ودولة.


لذلك سيدتي اذا قابلتي هذا النوع من الرجال الذي يراكي على انك الخادمة وانه سي السيد رغم ان رؤوسكما متساوية وانكما في مشروع زواج وليس خدمة، فننصحك باغلاق الموضوع من البداية.


ازواج اخرون لا يحبون المساعدة في اعمال المنزل لكن لديهم استعداد ان يقوموا بتأجير مساعدة للزوجة تساعدها في منزلها وهذا كنوع من احترام الزوجة وتقديرها، وهذا ايضا يتم الاتفاق عليه قبل الزواج..


بالطبع اذا كان شريك حياتك يخبرك انه يحب المشاركة في اعمال المنزل، ورأيتي ذلك بعينك في تصرفاته مع اهله (كما اسلفنا سابقا انه يجب ان تتاح الفرصة لكي لتشاهدي تعامله مع اهله) فبالطبع انتي مع الانسان الطيب المناسب.

هل سيستمر عمل الزوجة حتى بعد انجاب الاطفال؟ ام سيتوقف لفترة وجيزة وهي فترة رعاية الطفل؟ ام سيتوقف نهائيا؟

بعض الازواج والزوجات يكونان قد اتفقا على الانفاق المادي سويا على المنزل، ولكن بعد الانجاب، تجد الزوجة نفسها لا تستطيع التوفيق بين العمل وبين رعاية الطفل، بالتالي الزوج يشعر بالصدمة لانه لا يريد ان تتوقف زوجته عن العمل لانهما اتفقا على الانفاق سويا، ومن ثم تبدأ الخلافات..


لذلك يجب الاتفاق على هذا الامر ايضا قبل الزواج. 


وقد تتسائل بعض الفتيات: كيف اعرف ما سأشعر به بعد ولادة الطفل؟ هذا أمر غيبي!! فقد اجد نفسي قادرة على التوفيق بين العمل والطفل، او قد لا اجد نفسي قادرة على هذا.. فكيف لي ان اتفق على شئ لا اعرف كيف سأتصرف فيه مستقبلا قبل الزواج؟ 



الاجابة: يمكنك طرح الاحتمال لشريك حياتك بمنتهى البساطة، الا وهو: ماذا لو فقدت قدرتي على التوفيق بين الطفل وبين العمل، واخبرتك انه لن استطيع الذهاب لعملي مرة اخرى، فماذا سيكون رد فعلك وكيف ستتصرف؟

ماهو المدى المسموح للاختلاط بزملاء العمل؟ هل ستقتصر معرفتهم على العمل فقط؟ ام من الممكن تطوير هذه المعرفة الى صداقة اسرية؟

فبعض الازواج، لديهم غيرة قوية ولا يسمحون لزوجاتهم ان يتعاملوا مع الرجال الا في حدود الشغل فقط وليس مسموح بأكثر من ذلك، وهذا حقهم الفطري عادي..


ازواج اخرون يثقون في زوجاتهم ويعرفون ان علاقاتهم دائما طيبة وفي حدود الاحترام ولا بأس ان يتعرف على زملائها في العمل من الرجال في حالة اذا كانوا رجال ذوي اخلاق طيبة وذوي مناصب قد يساعدونهم فيما بعد في تخطي اي ازمة مستقبلية..


بعض الازواج ايضا يكرهون ان تتعرف زوجاتهم على زميلاتهن من النساء، لان عندهم اعتقاد ان زميلات العمل دائما يخوضون في الاسرار الزوجية ويخشى ان تندرج زوجته معهن وبالتالي لا يقبل صداقة زوجته معهن حتى لا تصبح مثلهن.


من جانب اخر، يرى بعض الازواج ضرورة الصداقة بين زوجاتهم وبين زميلاتهن في العمل وذلك حتى تشعر زوجته بالراحة والسعادة في عملها وتذهب للشغل وهي في حالة ايجابية، كما انهم يرون ان هؤلاء الصديقات الجدد سيكونن ذات تأثير ايجابي على حياتهن الاسرية سواء في المصالح المعنوية او المادية.


ومن ناحية الزوجة، قد ترفض الزوجة مجال عمل زوجها لان مجال عمله يكتظ بالنساء، مثل مجال الصحافة او مجال التمثيل او مجالات الفنون، فالمرأة تعرف المرأة، وتعرف ايضا ان هناك فتيات يعشقون الرجل المتزوج اكثر من الاعزب لاسباب نفسية مرضية..


فمن حق الزوجة ان تتحدث في هذا الامر قبل الزواج وتعرف حدود علاقات الزوج في هذا المجال وهل هو شخص مستقيم يضع حدا لكل امرأة تحاول الاقتراب منه ويحترم زوجته ام لا.


نقطة اخرى، يرى بعض الازواج ان زوجات اصدقائه في العمل، يجب ان يكونن صديقات لزوجته، وقد ترفض الزوجة هذا وترى انه ليس من الضروري ان تكون صديقة لهن، او انه من حقها اختيار الصديقة التي ترتاح لها فلا يجب ان تجبرها، والعكس ايضا صحيح، بعض الزوجات عندما تستضيف صديقاتها وازواجهن، ترى انه من الضرورة ان يصادق زوجها ازواج زميلاتها، وقد لا يحبذ الزوج هذا الامر بالتبعية، ويعتبره نوع من التحكم وفرض الرأي.


فيجب ان تكون هذه الامور مرنة ويجب الاتفاق عليها كلها قبل الزواج.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-