ثانيا: التحدث عن الشئون المادية:
يجد الكثيرين الحرج في التحدث في هذا الامر، او قد يشعر البعض بالغضب عندما يسألهم الطرف الاخر عن حالتهم المادية!
لا داعي للحرج، وبالنسبة للغاضب ليس من حقك ان تغضب، فالشئون المادية ركن اساسي ومهم ومحوري في الحياة الزوجية، وتحدث بسببها مشاكل كبيرة، فمن غير المنطقي اهمال الحديث عن هذه الجزئية تحديدا.
السؤال 1: من سيكون المسئول الاول عن الانفاق في المنزل؟
فقد تبدو اجابة هذا السؤال بديهية لاول وهلة، لكن الحقيقة غير ذلك!
وخاصة في ظل هذه الظروف التي نمر بها من تغيرات حياتية وجذرية ثقافية.. فبعض البيوت اتفق الزوجان فيها على الانفاق سويا، بيوت اخرى، كان الاب فيها هو العائل الوحيد لاسرته.. وبالتالي فإن الاجيال التي خرجت من هذه البيوت يكون لديهم اعتقادات فكرية متباينة ومختلفة عن بعضها.
في اول نقطة وهي الانفاق سويا، فقد نجد الكثيرين كانوا زملاء عمل في البداية ثم ارتبطا، وبالتالي رواتبهم واحدة او متقاربة، فيتفقان ان ينفقا سويا على المنزل.
في ثاني نقطة، تكون الزوجة مبرمجة عقليا ان الزوج هو من يجب ان ينفق حتى لو هي تعمل، لانها خرجت من منزل كان والدها هو العائل الوحيد، ولذلك يجب على الزوج تفهم هذه النقطة او ان يرفض هذه العلاقة، فقد تقترح الزوجة ان ينفق زوجها دائما الا اذا حدث عجز او ازمة مالية، فابمكانها التدخل وتسدد هذا العجز.
وكل هذا صحيح وليس خطأ، فكل هذا يجب
الاتفاق عليه..
السؤال 2: هل ستشارك الزوجة من دخلها على الانفاق؟ واذا كانت الاجابة نعم، فما هي النسبة التي ستشارك بها؟
فبحكم ظروف مجتمعنا، غالبا (وليس دائما)
يكون دخل النساء اقل من دخل الرجال، وقد يكون هذا تمييزا عنصريا لانه قد تعمل
المرأة نفس وظيفة الرجل ونفس مجاله، ولكنها تأخذ اقل.. هذا ليس موضوعنا ولكن بحكم
هذا الامر..
فمن المنطقي والطبيعي ان تتفق الزوجة النسبة
التي ستشارك بها من دخلها مع شريك حياتها في الانفاق على المنزل. هل نصف المرتب؟
ام ربعه؟ ام كله؟
وقد يكون الزوجان رواتبهما بنفس المبالغ،
ولكن الاتفاق يتم على ان الزوج سيكون هو العائل الرئيسي، لذلك كم ستكون نسبة
مشاركتك في الانفاق اذا احببتي المشاركة كزوجة؟
كل هذا يجب ان يتم الاتفاق عليه قبل
الزواج.. تستطيعون تحديد معايير الانفاق، هل ستعتبرون ان اموالكما واحدة؟؟ ام ان
احد الازواج يفضل المساهمة بنسبة من دخله والباقي يحتفظ به لنفسه؟ ام اي خيارات
اخرى؟ كل هذا يعود لطرفي العلاقة وعلى اتفاقهما كما يريدان.
السؤال 3: في حالة عدم عمل الزوجة، هل سيكون لها مصروف خاص بها من قبل الزوج؟ وهل سيكون لها مطلق الحرية في التصرف فيه؟؟
هذه النقطة ليست اجبارية على الرجال، فكل شخص ادرى بحجم دخله..
ولكن في حالة الاتفاق، يجب ان تفتح الزوجة هذه النقطة في الاتفاق لتعرف ما لها وما عليها، وحتى تعرف كيف سيكون الحال مستقبلا دون ان تتعرض لمفاجئات او صدمات، ولا داعي لاعتبار مثل هذه الامور انها "بديهية" لا يوجد شئ بديهي فليس كل الناس مثل بعضهم.
السؤال 4: اذا حصل الزوجان على بعض المال من مصادر اخرى غير العمل، كالميراث مثلا او مدخرات او املاك ما قبل الزواج او هدايا من اهالي الازواج لهما في وقت الزفاف، هل يحق للطرفين ان يدمجا هذا المال تحت بند الانفاق سويا؟؟ ام ان هذه مساحة شخصية خاصة لايجب التدخل فيها؟؟
هذا ايضا يجب ان يتم الاتفاق عليه، لان هناك ازواج يحبون ان يكون لهم جزء خاص بهم من المال في حين ان انواع اخرى من الازواج لايجدون مشكلة في مشاركة كل الاملاك مع شركاء حياتهم.
السؤال 5 : ماهي البنود الاساسية التي سيتم الانفاق عليها في المنزل؟ وماهي الرفاهيات التي يمكن التنازل عنها عند الازمات؟
هذا السؤال يعتبره اغلب الناس "بديهي" لكن كما قلنا لم يعد هناك شيئا بديهيا! فالاغلبية سيقولون بالتأكيد البنود الاساسية هي الاكل والشرب وغيرها..
لكنك ستتفاجئ على ارض الواقع ان هناك بنود
اساسية في حياتك لايمكن الاستغناء عنها وهذه البنود تختلف من شخص لاخر فقد تكون
اساسية لك لكنها رفاهية في نظر غيرك..
على سبيل المثال، ان الزوج كان يرى فكرة "المصيف" كل عام هي امر ضروري لا نقاش فيه ابدا مهما حدث، ولن يتنازل عن هذا الامر مهما كلف الامر، فهو يرى انه يجدد نشاطه عن طريق هذه الاجازة القصيرة السنوية والا فسيقضي بقية العام في اكتئاب، في حين ان الزوجة كانت ترى انه لابد من التضحية بـ "المصيف" وتوفير مصاريف هذه الرحلة من اجل ان يدخل ابنها مدرسة اغلى ليحصل على مستوى تعليمي افضل، وانها لا تريد ان تضحي بهذا الامر، كان الزوج يرى ان يشترك الابن في مدرسة اقل في المصاريف، ويرى هذا منطقيا جدا، في حين ان الزوجة تعتبر "المصيف" نوعا من الرفاهية وان كلامها هو المنطقي..
لذلك يجب ان نتفق على ماهو اساسي وعلى ماهو
ترفيهي ويجب ان نصل الى حل وسط في هذه الامور قبل الزواج.
السؤال 6 : هل سيتقبل الزوجان في بداية حياتهما الاعانات المالية او المادية من اهليهما؟؟
فبعض الازواج لايجدون حرجا في ان يستقبلان الاعانات الخارجية من اهليهما بسبب ان دخلهما لايزال محدودا في بداية حياتهما، لكن البعض الاخر يرون ان هذه اهانة وتدخل سافر في كرامتهما.. فقد يرفض الزوج تدخل اهل زوجته في مساعدتهما، ويرى ان هذا جرحا لكرامته، في حين بعض الزوجات ترفض مساعدة اهل زوجها لانها تعتقد ان هذا التدخل ماهو الا باب مؤقت للتدخل في حياتهما الشخصية فيما بعد وسيدخلون مرحلة الاذلال والمنة..
على صعيد اخر، يرى بعض الازواج ان هذه
المساعدة الخارجية يجب ان تكون اجبارية! فقد يستنكرا عدم مساعدة الاهالي لهما، قد
تستنكر الزوجة اهل الزوج وتخبره بأنه كيف لم يخطر على بالهم ان يساعدوننا؟؟ الا
يعرفون اننا محتاجين؟؟ ونفس السؤال قد يسأله الزوج اذا وجد اهل زوجته لايتدخلون في
اي مساعدة.
لذلك بند المساعدة يجب الاتفاق عليه من قبل الزواج ايضا.
السؤال 7: هل مبدأ (الاستدانة او شراء احتياجات بالتقسيط او نظام الجمعيات) مقبول ومطروح؟ ام انه من الافضل عدم شراء شيئا ما طالما لا يتوفر ثمنه؟؟
بعض الناس يرفضون هذا الامر لانهم يعتبرونه ضغط نفسي وانهم سيكونون مكلفين بدفع ثمن هذا الشئ طوال الوقت، في حين البعض الاخر يرون انه شئ عادي ومقبول، وانه لا بأس ان اعيش كما اريد وفي مستوى عالي طالما انني اقوم بتقسيط الثمن او ان المدين الذي استلفت منه المبلغ سيصبر على استرداد ماله.. ولذلك وجب الاتفاق على هذا الامر ايضا قبل الزواج والتوصل الى حل وسط.
السؤال 8: من سيكون مسئولا عن تحديد اوجه الانفاق وعن الميزانية؟ الزوج؟ ام الزوجة؟ ام الاثنان معا؟؟
فبالرغم انه سؤال سهل، الا انه يسبب مشاكل
كثيرة فيما بعد، فبعض الناس يدمجون اموالهم سويا وينفقون دون تخطيط وقد ينجح هذا
الامر معهم، في حين ان هناك ازواج اخرون يفضلون وضع خطة معينة للانفاق، ويقسمون
الاموال الى اجزاء، هذا جزء للطعام وهذا للايجار ..الخ، ويدونون كل شئ يصرفانه
يوميا، ويحترمان هذا التخطيط حتى لا يتفاجئون اخر الشهر ان المال ذهب في امور لا
يتذكرونها.