اختبار يحدد تردد وعيك على سلم الوعي
قدم لنا ديفيد هاوكينز سلم الوعي المكون من ١٦ تردد، وبين من خلاله ترددات العقل التي تتحكم في طريقة تفكير كل شخص، حيث يختلف نمط تفكير من يحمل عقله تردد العار عن نمط تفكير من يحمل عقله تردد الغضب ، وبالتأكيد يختلف الإثنان عمن يحمل تردد عقله السلام أو التقبل.
وهنا يأتي السؤال الهام، كيف أعرف درجة تردد عقلي ونمط تفكيري؟
في هذا المقال سأوضح لك تردد عقلك من خلال ردة فعلك على مشهد واحد فقط، هذا الاختبار موثق ويستعمله كل أطباء ومتخصصي علم النفس لمعرفة تردد عقل من أمامهم، وبالتالي يسهل عليهم التعامل معه.
الاختبار
قبل بداية الاختبار افصل نفسك تماما عن مشاعرك وعن أيه افكار وأغمض عينيك وتخيل الآتي:
خرجت من المنزل وامامك مشرد يقف في زاوية الشارع … كيف ستنظر له وتفكر فيه بدون رد فعل حقيقي مادي… فكرتك عنه ستكون إما:
١) إنه قذر ومثير للاشمئزاز ومشين ويستحق ما هو فيه ولن أتعاون معه لأنه ارتضى على نفسه بالإهانة وتشويه نفسه
أو
٢) مرعب جدا أخاف على نفسي وأولادي من الذهاب إليه قد يسرقنا او يضربنا وقد يكون مختل عقلي.. يجب ان ابتعد عنه فورا
أو
٣) يا إلهي لا استطيع التوقف عن البكاء والحسرة عليه ماذا حدث له ليصل إلى هذه المرحلة!!! هل يمكن أن أصبح مثله يوما ما!!! هل سيتخلى عني الجميع مثلما تخلو عنه!!!
أو
٤) انظرو إليه فقط شوه نفسه ويجلس مكانه وتأتيه الأموال من حيث لا يحتسب… كم يكسب يوميا من الأموال!!! أنا أتعب وأشقى يوميا بينما هو لا يتحرك ويحصل على المال الوفير بحجة منظره… ليتني مكانه أو حتى أحصل على ربع ما يحصل عليه
أو
٥) هل يوجد ملجأ او دار قريبة تهتم به؟ علينا أن نجتمع معا لننقذه من حالته هذه ويحصل على حياة أفضل… يجب أن يرى الخير في الناس وألا ييئس أبدا .
أو
٦) محنته بائسة لانهائية… وإن ساعدته أنا فالباقي لن يساعد… وحتى المجتمع لن يتحرك لأجله… ولا لأي متشرد فهم هنا منذ زمن ولم ولن يتحرك احد لمساعدتهم…
أو
٧) سأعطيه الأموال بقدر زكاتي … طالما لايؤذي أحدا… واتمنى له الرحمة
أو
٨) هذا شخص مقرف ومنظره مقزز ويثير اشمئزازي وإن لم يرحل عن شارعي ساطرده وأضربه حتى لايعود إلينا مجددا… ليذهب ويعمل أو يموت حتى… لا اكترث المهم أنه يرحل
أو
٩) سأقوم بتصويره وإرسال صورته إلى جميع الجمعيات الخيرية التي اشترك بها ليهتمو بأمره… وسأرسل لنه جزءا من طعامي يوميا حتى نصل إلى حل له… ولن اتوقف
أو
١٠) لا أفهم كيف شخص بحجمه وسنه أن يترك نفسه ليصل لهذه المرحلة البشعة من الاهمال والقذارة… هل يظن أنه يستعطفنا بمنظره القذر؟ سأمر كل يوم عليه بسيارتي وطعامي واستعرض أمامه ممتلكاتي وأموالي ومشترياتي …ليعرف حجمه الحقيقي وأنه أخطأ شارعنا حينما لجأ إليه
أو
١١) يوجد الفقر والغنى في هذا العالم… والفقير هو اختبار للغني على ادارة الزكاة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها… كلاما يحتاج بعضنا البعض …وهذا هو التوازن الكوني…
أو
١٢) المشرد هو احد اعراض الضيق الاقتصادي…والاجتماعي…وهو موضوع جيد لدراسة نفسية معمقة ويستحق منحة حكومية…
أو
١٣) ماذا فعل في حياته ليعاقبه الله منه هذا العقاب المهين… من المؤكد انه تسبب في اذية الناس ليصل لهذه المرحلة ومن المؤكد انه كان شريرا وجبارا وغشاشا … وطبعا فات اوان اصلاح اخطائه… لا اتخيل كيف ستكون قيامته اعوذ بالله من هذه الاشكال
أو
١٤) انا سعيد لظهور هذا المتشرد لان الله يخبترني برد فعلي… اختبار الله لي يعني السعادة المطلقة… وباذن الله ساحقق ما يرشدني به قلبي وعقلي تجاه هذه القضية
أو
١٥) عندما يفقد الانسان سلامه النفسي ويبدا في اللجوء للناس لابقائه على قيد الحياة… هذا ليس بتشرد… انما بحث خفي عن رغبة في الحياة لاخر رمق… فهو يخشى الموت ولا يعرف كيف يعيش لانه ضل الطريق…
أو
١٦) هو يظن انه فقد السعادة كلها وينتقم من نفسه.. يجب ان يرى النور في نهاية الطريق… السعادة ليست في المال او الطعام او الشراب… السعادة في الرضا… وعندما يرضى عن نفسه سيرى هذا النور…
أو
١٧) ساخذ بيده الى النور… ولكن يجب ان يمر بمراحل نفسية عديدة ليفهم حقيقة الحياة وسارشده اليها… ليعرف ان نهاية الظلام هو النور والراحة…
انتهى الاختبار.
ملاحظات
يجب معرفة ان اجابة الاختبار هي لك وليست مجاملة لنفسك أمام من حولك.
لا توجد إجابتين … هي إجابة واحدة فقط… ولنفسك.
لا تخجل من معرفة نتيجة تردد عقلك… لانك تتعرف عليه حتى تفهم كيف سترتقى منه وليس لتشعر بالعار منه.
لا تبحث عن اجابات مثالية لتحسن تردد عقلك… فعقلك اللاواعي لا يحب من يحتال عليه وان كنت انت.
عندما تكتشف تردد عقلك تقبله بكل سرور… ولا تحاول ان تدافع عن نفسك لأنك فعلا لست مسؤول عنه وانما تربيتك القديمة.
لا تحاول إنكار أهمية الاختبار ولا السخرية منه، أو التشكيك في صحته لمجرد أن النتيجة لم تعجبك.